هو الأبتــــــــــــر
صفحة 1 من اصل 1
هو الأبتــــــــــــر
هو الأبتر
أي مقطوع البركة و النفع و الأثر ، فكل من عاداك لا خير فيه ولا منفعة من وراءه ، أما أنت فأنت المبارك أينما كنت ، اليُمن معك ، السعادة موكبك ، الرضا راحلتك ، البركة تحّفك ، السكينة تغشاك ، الرحمة تتنزل عليك ، الهدى حيثما كنت ، النور أينما يممت ، و أعداؤه صلى الله عليه و سلم قالوا : إنه أبتر لا نسل له ولا ولد ، فجاء الجواب مرغماً لتلك الأنوف ، واضعاً لتلك الرؤوس ، محبطاً لتلك النفوس ، فكأنه يقول لهم : كيف يكون أبتر و قد أصلح الله على يديه الأمم ، و هدى بنوره الشعوب ، و أخرج برسالته الناس من الظلمات إلى النور ؟ كيف يكون أبتر و العالم أشرق على أنواره ، و الكون استيقظ على دعوته ، و الدنيا استبشرت بقدومه ؟ كيف يكون أبتر و المساجد تردد بالوحي الذي جاء به ، و الحديث الذي تكلم به ، و المآذن تعلن مبادئه ، و المنابر تذيع تعاليمه ، و الجامعات تدرس وثيقته الربانية ؟ كيف يكون أبتر و الخلفاء الراشدون نهلوا من علمه ، و الشهداء اقتبسوا من شجاعته ، و العلماء شربوا من معين نبوته ، و الأولياء استضاؤا بنور ولايته ؟ كيف يكون أبتر و قد طبق ميراثه المعمورة ، و هزت دعوته الأرض ، و دخلت كلمته كل بيت ، فذكره مرفوع ، و فضله غير مدفوع ، و وزره موضوع .
كيف يكون أبتر و كلما قرأ قارئ كتاب الله فلمحمد صلى الله عليه و سلم مثل أجره ؛ لأنه هو الذي دل على الخير ، و كلما صلى مصل فله مثل أجر صلاته ؛ لأنه هو الذي علمنا الصلاة : " صلوا كما رأيتموني أصلي " و كلما حج حاج فله صلى الله عليه و سلم مثل حجه ؛ لأنه عرفنا تلك المناسك : " خذو عني مناسككم " ، بل الأبتر الذي عاداه و حاربه و هجر سنته و أعرض عن هداه . فهذا الذي قطع الله من الأرض بركته ، و عطل نفعه ، و أطفأ نوره ، و طبع على قلبه ، و شتت شمله ، و هتك ستره ، فكلامه لغو من القول ، و زور من الحديث ، و عمله رجس مردود عليه ، و أثره فاسد ، و سعيه في تباب .
و انظر لكل من ناصب هذا الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم العداء ، أو أعرض عن شرعه أو شيء مما بعث به كيف يصيبه من الخذلان و المقت و السخط و الهوان بقدر إعراضه و محاربته و عدائه . فالملحد مقلوب الإرادة ، مطموس البصيرة ، مخذول تائه منبوذ ، و المبتدع زائغ ضال منحرف ، و الفاسق مظلم القلب في حجب المعصية ، و في أقبية الانحراف. و لك أن ترى سموه صلى الله عليه و سلم و علو قدره و من تبعه يوم ترى الناس و حملة حديثه و آثاره ، و هم في مجد خالد من الأثر الطيب ، و الذكر الحسن ، و الثناء العاطر من حسن المصير ، و جميل المنقلب ، و طيب الإقامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ثم انظر للفلاسفة المعرضين عن السنة مع ما هم فيه من الشبه و القلق و الحيرة و الاضطراب و الندم و الأسف على تصرم العمر في الضياع و ذهاب الزمن في اللغو و شتات القلب في أودية الأوهام .
فهذا الإمام المعصوم صلى الله عليه و سلم معه النجاة ، و سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ، و من تخلف عنها هلك ، و هو الذي يدور معه الحق حيثما دار ، و كلامه حجة على كل متكلم من البشر من بعده ، و ليس لأحد من الناس حجة على كلامه ، و كلنا راد و مردود عليه إلا هو صلى الله عليه و سلم ؛ لأنه لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، زكّى الله سمعه و بصره و قلبه ، و نفى عنه الضلال و حصنّه من الغي ، و سلّمه من الهوى ، و حماه من الزيغ ، و صانه من الانحراف ، و عصمه من الفتنة ، فكل قلب لم يبصر نوره فهو قلب مغضوب عليه ، و كل أرض لم تشرق عليها شمسه فهي أرض مشؤومة ، و كل نفس لم ترحب بهداه فهي نفس ملعونة ، فهو المعصوم من الخطأ ، المبرأ من العيب ، السليم من الحيف ، النقي من الدنس ، المنزه عن موارد التهم . على قوله توزن الأقوال ، و على فعله تقاس الأفعال ، و على حاله تعرض الأحوال .
وقد قصد الكفار بقولهم : إنه أبتر – عليه الصلاة و السلام – أنه لا ولد له ، فإذا مات انقطع عقبه ، و الأبتر عند العرب هو من لا نسل له ولا عقب ، فردّ الله عليهم و أخبر أن من عاداه هو الأبتر حقيقة . و في هذه السورة ثلاث آيات : فالأولى عن الله عز و جل و عطائه لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الثانية للرسول صلى الله عليه و سلم ، و الواجب عليه في مقابلة هذا العطاء و هي الصلاة و النحر ، و الثالثة لأعدائه صلى الله عليه و سلم و هو البتر و القطع من الخير و البركة و النفع . فالأولى عطية له ، و الثانية واجب عليه ، و الثالثة دفاع عنه . و في السورة تكريم الله لرسوله صلى الله عليه و سلم ، و إثبات الكوثر له كما صحت به الأحاديث أيضاً ، و الدفاع عنه.
صلى الله على ذلك القدوة ما أحلاه ، و سلم على ذاك الوجه ما أبهاه ، و بارك الله على ذاك الأسوة ما أكمله و أعلاه .
أي مقطوع البركة و النفع و الأثر ، فكل من عاداك لا خير فيه ولا منفعة من وراءه ، أما أنت فأنت المبارك أينما كنت ، اليُمن معك ، السعادة موكبك ، الرضا راحلتك ، البركة تحّفك ، السكينة تغشاك ، الرحمة تتنزل عليك ، الهدى حيثما كنت ، النور أينما يممت ، و أعداؤه صلى الله عليه و سلم قالوا : إنه أبتر لا نسل له ولا ولد ، فجاء الجواب مرغماً لتلك الأنوف ، واضعاً لتلك الرؤوس ، محبطاً لتلك النفوس ، فكأنه يقول لهم : كيف يكون أبتر و قد أصلح الله على يديه الأمم ، و هدى بنوره الشعوب ، و أخرج برسالته الناس من الظلمات إلى النور ؟ كيف يكون أبتر و العالم أشرق على أنواره ، و الكون استيقظ على دعوته ، و الدنيا استبشرت بقدومه ؟ كيف يكون أبتر و المساجد تردد بالوحي الذي جاء به ، و الحديث الذي تكلم به ، و المآذن تعلن مبادئه ، و المنابر تذيع تعاليمه ، و الجامعات تدرس وثيقته الربانية ؟ كيف يكون أبتر و الخلفاء الراشدون نهلوا من علمه ، و الشهداء اقتبسوا من شجاعته ، و العلماء شربوا من معين نبوته ، و الأولياء استضاؤا بنور ولايته ؟ كيف يكون أبتر و قد طبق ميراثه المعمورة ، و هزت دعوته الأرض ، و دخلت كلمته كل بيت ، فذكره مرفوع ، و فضله غير مدفوع ، و وزره موضوع .
كيف يكون أبتر و كلما قرأ قارئ كتاب الله فلمحمد صلى الله عليه و سلم مثل أجره ؛ لأنه هو الذي دل على الخير ، و كلما صلى مصل فله مثل أجر صلاته ؛ لأنه هو الذي علمنا الصلاة : " صلوا كما رأيتموني أصلي " و كلما حج حاج فله صلى الله عليه و سلم مثل حجه ؛ لأنه عرفنا تلك المناسك : " خذو عني مناسككم " ، بل الأبتر الذي عاداه و حاربه و هجر سنته و أعرض عن هداه . فهذا الذي قطع الله من الأرض بركته ، و عطل نفعه ، و أطفأ نوره ، و طبع على قلبه ، و شتت شمله ، و هتك ستره ، فكلامه لغو من القول ، و زور من الحديث ، و عمله رجس مردود عليه ، و أثره فاسد ، و سعيه في تباب .
و انظر لكل من ناصب هذا الرسول الأكرم صلى الله عليه و سلم العداء ، أو أعرض عن شرعه أو شيء مما بعث به كيف يصيبه من الخذلان و المقت و السخط و الهوان بقدر إعراضه و محاربته و عدائه . فالملحد مقلوب الإرادة ، مطموس البصيرة ، مخذول تائه منبوذ ، و المبتدع زائغ ضال منحرف ، و الفاسق مظلم القلب في حجب المعصية ، و في أقبية الانحراف. و لك أن ترى سموه صلى الله عليه و سلم و علو قدره و من تبعه يوم ترى الناس و حملة حديثه و آثاره ، و هم في مجد خالد من الأثر الطيب ، و الذكر الحسن ، و الثناء العاطر من حسن المصير ، و جميل المنقلب ، و طيب الإقامة في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ثم انظر للفلاسفة المعرضين عن السنة مع ما هم فيه من الشبه و القلق و الحيرة و الاضطراب و الندم و الأسف على تصرم العمر في الضياع و ذهاب الزمن في اللغو و شتات القلب في أودية الأوهام .
فهذا الإمام المعصوم صلى الله عليه و سلم معه النجاة ، و سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ، و من تخلف عنها هلك ، و هو الذي يدور معه الحق حيثما دار ، و كلامه حجة على كل متكلم من البشر من بعده ، و ليس لأحد من الناس حجة على كلامه ، و كلنا راد و مردود عليه إلا هو صلى الله عليه و سلم ؛ لأنه لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، زكّى الله سمعه و بصره و قلبه ، و نفى عنه الضلال و حصنّه من الغي ، و سلّمه من الهوى ، و حماه من الزيغ ، و صانه من الانحراف ، و عصمه من الفتنة ، فكل قلب لم يبصر نوره فهو قلب مغضوب عليه ، و كل أرض لم تشرق عليها شمسه فهي أرض مشؤومة ، و كل نفس لم ترحب بهداه فهي نفس ملعونة ، فهو المعصوم من الخطأ ، المبرأ من العيب ، السليم من الحيف ، النقي من الدنس ، المنزه عن موارد التهم . على قوله توزن الأقوال ، و على فعله تقاس الأفعال ، و على حاله تعرض الأحوال .
وقد قصد الكفار بقولهم : إنه أبتر – عليه الصلاة و السلام – أنه لا ولد له ، فإذا مات انقطع عقبه ، و الأبتر عند العرب هو من لا نسل له ولا عقب ، فردّ الله عليهم و أخبر أن من عاداه هو الأبتر حقيقة . و في هذه السورة ثلاث آيات : فالأولى عن الله عز و جل و عطائه لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الثانية للرسول صلى الله عليه و سلم ، و الواجب عليه في مقابلة هذا العطاء و هي الصلاة و النحر ، و الثالثة لأعدائه صلى الله عليه و سلم و هو البتر و القطع من الخير و البركة و النفع . فالأولى عطية له ، و الثانية واجب عليه ، و الثالثة دفاع عنه . و في السورة تكريم الله لرسوله صلى الله عليه و سلم ، و إثبات الكوثر له كما صحت به الأحاديث أيضاً ، و الدفاع عنه.
صلى الله على ذلك القدوة ما أحلاه ، و سلم على ذاك الوجه ما أبهاه ، و بارك الله على ذاك الأسوة ما أكمله و أعلاه .
»]ǁ[الہـولهہـآنہهہ]ǁ[«- المراقبه العامه
- عدد المساهمات : 419
تاريخ التسجيل : 17/08/2013
الموقع : ╣ ̶U̶A̶E̶ ╠
المزاج : أٌلَلَهُ يَأَ ذِأِڳُ أِلًزٌمٌأًنّ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى